في الوقت الذي كان فيه المغاربة ينتظرون من حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقود الحكومة الوفاء بالتزاماته تجاه المغاربة وخصوصا الفئات الهشة التي تعاني اقتصاديا واجتماعيا عبر اتخاد إجراءات عاجلة وحاسمة لاحتواء حالة الاحتقان والغضب الشعبي العارم بسبب الارتفاع الصاروخي في أسعار المواد الغدائية و المحروقات ، فضل الحزب الرد على على مطالب المغاربة بطريقته الخاصة عبر تنظيم وقفة بمدينة فاس لدعم سياسة أخنوش والإشادة بالمنسق الإقليمي للحزب بالمدينة رشيد الفايق.

ولم يجد حزب التجمع الوطني للأحرار من سبيل لمواجهة الغضب العارم عبر منصات التواصل الاجتماعي من سياسات الحكومة والمطالبة برحيل رئيس الحكومة وزعيم الحزب عزيز أخنوش سوى حشد ثلة من المواطنين المغلوبين على أمرهم للتهليل ومباركة سياسات الحزب ودعم منسقه بالعاصمة العلمية علما أن الأخير تسبب في حالة احتقان غير مسبوقة بالجماعة التي يرأسها ونجح في توحيد الساكنة ضده.

واختار القيادي في الأحرار رشيد الفايق، والذي يرأس أيضا منصب رئيس جماعة أولاد الطيب إحدى أكبر جماعات أحواز فاس (اختار) مواجهة الاحتجاجات التي تنظمها ساكنة جماعته للمطالبة بربط منازلها بشبكة الماء الصالح للشرب والكهرباء ، بحشد أنصاره للتظاهر ضد المحتجين .

وتجمع العشرات من أنصار البرلماني، أمام مقر جماعة أولاد الطيب، رافعين شعارات مساندة له ولحزبه ، حسب ما عاينته “نون بريس” ، مؤكدين أن البرلماني ابن قبيلتهم والذي يحتجون ضده أشخاص قادمون من خارج الجماعة.

الوقفة المساندة لرئيس الجماعة والتي أطرها عدد من الوجوه البارزة على المستوى المحلي داخل الهيئات المجالية لحزب التجمع الوطني للأحرار، خلفت ردود فعل غاضبة على مستوى الجماعة، حيث أكد عدد ممن التقتهم “نون بريس ” أن الوقفة تسيء لساكنة أولاد الطيب، خاصة وأنها جاءت شبيهة لمسيرة ” ولد زروال “الشهيرة ، حيث عرفت حضور أشخاص لايعرفون لماذا قدموا للوقفة ولا المغزى من حضورهم.

وحسب عدد من المتتبعين للشأن المحلي، فإن اختيار رئيس الجماعة تنظيم الوقفة المساندة له، بالتزامن مع الوقفة التي تنظمها الساكنة للمطالبة بحقها بالربط بالماء والكهرباء ، وتوفير البنية التحتية ، خطوة متهورة وغير محسوبة ، وتهدد السلم الأهلي في الجماعة.

وأضافت ذات المصادر أن حالة الاحتقان التي تعرفها أولاد الطيب منذ أشهر، تحتاج تدخلا من المسؤولين لإيجاد حل لمشاكل الساكنة، والتفاعل معها إيجابا، وليس تنظيم وقفات لمساندة رئيس الجماعة، الذي يكفي أن يحل للساكنة مشاكلها ويتفاعل إيجابا معها، ليجد كل الدعم والتقدير ولن يحتاج لتنظيم وقفات مدفوعة الأجر .